منتديات منة الحياة

اهلا وسهلا بكم في منتديات منة الحياة نتمنى من الله تعالي ان تكونو سعداء معنى في منتدياتنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات منة الحياة

اهلا وسهلا بكم في منتديات منة الحياة نتمنى من الله تعالي ان تكونو سعداء معنى في منتدياتنا

منتديات منة الحياة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات منة الحياة

منتديات منة الحياة ، برامج مجانية، مسلسلات عربية، مسلسلات رمضان ، منتدى الجوال ، تصاميم مجانية، افلام عربية، تطوير مواقع ومنتديات، افلام اجنبيه ومصريه، دليل مواقع، دردشة ، اغاني، العاب، رومانسية، فلسطين، القضية الفلسطينيه


    توفيق ذياد

    avatar
    امير الحب
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 6
    نقاط : 50229
    تاريخ الميلاد : 20/03/1995
    تاريخ التسجيل : 22/02/2011
    العمر : 29

    توفيق ذياد Empty توفيق ذياد

    مُساهمة من طرف امير الحب الجمعة مارس 04, 2011 3:38 am

    موضوع: نبذه عن حياه توفيق زياد
    --------------------------------------------------------------------------------

    .
    هو واحد من رجالات فلسطين الذين عاشوا في القرن العشرين وتركوا بصماتهم واضحة عليه. وهو صاحب الأسلوب السهل الممتنع في الحياة، المتدفق صدقاً وحيوية وانسجاماً مع النفس، ومع المبادئ التي آمن بها وتشكل منها وبها وعيه الفكري والسياسي، فأصبحت تدل عليه مثلما أصبح يدل عليها، في كل تصرف من تصرفاته أو موقف من مواقفه، ولعل في هذا ما يشير إلى تميز توفيق زياد وفرادته.

    كان توفيق زياد صانع الأفعال الإنسانية البسيطة، التي يتشكل من انتظامها اليومي المثابر على مدى سنوات طويلة، تراث غني من القيم. كان توفيق زياد شجاعاً من دون ادعاء أو تفاخر، كان حزبياً مثابراً وسياسياً بارزاً في زمن صعب، كان وطنياً مخلصاً وأممياً واسع الأفق، كان مثقفاً عضوياً وشاعراً ملتزماً، يكتب شعراً محرضاً للجماهير في زمن تكميم الأفواه، كان محباً للناس من دون تكلف أو محاباة، وكان ساخراً دائم المرح محباً للحياة.

    تجسدت في مسيرة توفيق زياد التي قطعها موته المفاجئ قبل الأوان، خلاصات أفكار نيرة ومواقف كفاحية عزّ نظيرها. كان أبو الأمين قد عايش النكبة الكبرى التي أصابت الشعب الفلسطيني العام 1948 ، وقد شكلت هذه النكبة، بما سببته من عذابات للناس ومن عسف وتشريد، باعثاً رئيساً من بواعث تصميمه على النضال، كما شكلت الممارسات القمعية الإسرائيلية، التي أعقبت النكبة مباشرة وطالت الجزء المتبقي من الشعب الفلسطيني في وطنه، باعثاً آخر على مواصلة النضال. كان أبو الأمين، شأنه في ذلك شأن رفاقه في الحزب، مسلحاً بالعزم وبالثقة في المستقبل، وقد استلهم ذلك من المبادئ التي آمن بها، ومن انتصارات الاتحاد السوفياتي والحلفاء على النظام الهتلري التي أسفرت عنها الحرب العالمية الثانية، وكذلك من انتصارات الحركات الوطنية المعادية للاستعمار إبان حقبة الخمسينيات من القرن الماضي التي شهدتها بعض البلدان العربية ومنها مصر على وجه التحديد. كانت لدى أبي الأمين قناعة راسخة بأن إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر، وبأنها قادرة على تحقيق النصر على الغزاة والمعتدين، مهما تعقدت الظروف وغلت التضحيات.

    ولم يكن الإنتماء السياسي والعمل الحزبي نزهة مريحة في الخمسينيات. كان حكام إسرائيل يحكمون الخناق على النشاط السياسي والثقافي للأقلية العربية الفلسطينية التي بقيت فوق أرض الوطن، بهدف تبديد هويتها الوطنية وتحويلها إلى طوائف هامشية بلا ملامح قومية محددة. غير أن النشاط المثابر، في أوساط الأقلية العربية تحديداً وفي كل أنحاء البلاد بوجه عام، الذي خاضه الحزب الشيوعي الإسرائيلي، بمن فيه من منتسبين يهود وعرب، وقوى قومية عربية أخرى، أدى بعد سلسلة متصلة من المعارك الجماهيرية ومن النضالات السياسية اليومية، عبر صحيفة الحزب ومجلاته وعبر المنابر الأخرى المتاحة له، إلى حماية الهوية الوطنية من التبديد، وإلى بعث الثقافة الوطنية التي دخلت بدورها، معركة الحفاظ على الأرض من النهب والتهويد، وتعزيز الهوية وصيانتها من الطمس والتذويب. ولقد كان توفيق زياد حاضراً بقوة في كل هذه المعارك والنضالات، كونه الابن الوفي للشعب والعضو النشيط في الحزب، وأحد قادته البارزين في ما بعد.

    كان لتوفيق زياد نشاط بارز متصل، وكان مستعداً لتحمل التضحية في سبيل أهدافه التي آمن بها، ولم يكن هياباً وهو يخوض النضال. كان ثمة في ذهنه نماذج مكافحة من تاريخ شعبه وأمته، ومن تاريخ الحركة الشيوعية على امتداد العالم، تلهمه الكفاح وتمده بالشجاعة وبالصلابة لمقارعة الجلادين، داخل السجون وخارجها، وفي كل موقع يتطلبه الكفاح سواء بسواء.

    قدم توفيق زياد للنضال من أجل الأرض، ومن أجل الحرية والكرامة والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية الشيء الكثير. وكرس شعره للذود عن القضية التي آمن بها، وجعله شعراً مباشراً لكنه صادق وحميم، خارج من رحم التجربة مشتق من لغة الناس وهمومهم، متابع لكل انتصار تحرزه الشعوب على امتداد الوطن العربي أو العالم أجمع، يتغنى بالانتصارات، مثلما يقوم بفضح الجرائم التي ترتكب بحق شعبه أو غيره من الشعوب، وفي كل ذلك، يكتب شعراً عابقاً بالتفاؤل محتشداً بقوة العواطف الإنسانية الطامحة إلى حياة نظيفة شريفة عادلة.

    كانت بساطة توفيق زياد ونزعته الإنسانية الصافية تسبقه في كل تصرف من تصرفاته وفي كل موقف من مواقفه. كان الرجل مجبولاً على حب الناس والرغبة العارمة في خدمتهم والشعور معهم، يفرح إذا فرحوا ويحزن إذا حزنوا. لا يخاطب الناس من علٍ، ولا ينصب من نفسه معلماً للقيم ودروس النضال وأنماط السلوك الصحيح. كان توفيق زياد بسلوكه ومواقفه ونضالاته يعطي المثل الحي من دون حاجة إلى تكلف أو افتعال أو وعظ أو إرشاد. كان يجوب البلاد من أقصاها إلى أقصاها، لكي يشارك في مظاهرة أو مسيرة أو اعتصام، احتجاجاً على مصادرة الأرض، أو تضامناً مع المعتقلين في السجون. أو لكي يشارك في جنازة شهيد، أو لكي يهنئ سجيناً تحرر من ظلام السجون، أو لكي يحتفي بعائد إلى وطنه بعد طول إبعاد وغياب. كان أبو الأمين محباً للتواصل مع الناس، وكان قدوة حسنة ومثالاً حياً لصاحب المبادئ الذي يغني مبادئه بما يضخ في عروقها من جهد إنساني صادق لا يعرف التعالي على الناس ولا الانعزال عنهم. كان يفهم المبادئ باعتبارها وسيلة لفهم الواقع، ولم يتعامل معها باعتبارها قوالب ينبغي أن يحشر الواقع داخلها حشراً من دون تبصر أو استبصار. لذلك كله كان الرجل محبوباً من الناس، وكان له ذاك الأسلوب السهل الممتنع في التعاطي مع الحياة.

    ولأنه كذلك، فقد كان من الطبيعي أن يكون صاحب روح مرحة، محباً للنكتة ميالاً إلى السخرية العذبة التي تدلل على ذكائه وعلى حبه للحياة. كان حضوره عذباً في كل موقع أو مكان حل فيه، يضفي على جو الاجتماعات وعلى جلسات السمر رونقاً وبهجة، وكان حديثه الذي يمزج بين الجد والهزل لا يدع مجالاً للملل أو للسأم. يتحدث جاداً حينما يتطلب الأمر ذلك، لكنه لا يلبث أن يفجر الموقف بنكتة بارعة أو قفشة ذكية أو مزاح ظريف، يجعله قريباً من قلوب الذين يجالسونه أو يستمعون إليه.

    التقيت توفيق زياد أول مرة العام 1980 أثناء انعقاد مؤتمر للتضامن مع الشعب الفلسطيني في بروكسل. وكنت حتى ذلك الوقت قد سمعت الكثير عن نضالات أبي الأمين ومواقفه المبدئية المتسمة بالصدق والشجاعة. جاء أبو الأمين يومها من الناصرة وجئت أنا من عمان، التقينا في بروكسل، وكنت سعيداً بلقائي مناضلاً بارزاً له شأنه في السياسة وفي الأدب. شكرته بالرغم من مرور خمس سنوات على المقدمة التي كتبها لمجموعتي القصصية الأولى "خبز الآخرين" التي صدرت عن منشورات صلاح الدين بالقدس، وكنت آنذاك في سجن كفار يونا، الذي أبعدتُ منه بعد ذلك بعيداً عن الوطن.

    التقيته بعد بروكسل، في براغ إبان الأزمة التي سبقت سقوط النظام الاشتراكي هناك، والتقيته في القاهرة العام 1990 أثناء إقامة الأسبوع الثقافي الفلسطيني، ونيله مع عدد آخر من المبدعين الفلسطينيين وسام القدس، الذي قلده إياه الرئيس ياسر عرفات، والتقيته في أريحا حينما جاء لاستقبال أول فوج من المبعدين العائدين العام 1993 ، وكنت أحد أعضاء هذا الفوج، ثم تعددت بعد ذلك لقاءاتنا في الناصرة والقدس وبيت لحم. وفي كل هذه اللقاءات كنت ألحظ بجلاء السمات الفريدة التي ظلت تميز توفيق زياد: البساطة والصدق والقدرة على استشراف المستقبل والسخرية الذكية وحب الناس.

    كانت آخر مرة التقيت فيها أبا الأمين، في الرابع من تموز 1994 في مكتبي بمقر صحيفة الطليعة بالقدس. تبادلنا أحاديث شتى، شرب فنجان قهوة ثم مضى، ولم أره بعد ذلك أبداً، لأنه في اليوم التالي مات في حادث سير وهو عائد من أريحا، التي ذهب إليها لزيارة الرئيس عرفات.

    غيب الموت جسد توفيق زياد قبل عشر سنوات، لكنه لم يغيب حضوره الحي في طول البلاد وعرضها، ولن يغيب هذا الحضور الذي سيظل ممتداً على مر الزمان


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 12:41 pm